| أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 720x540 وحجمها 72KB. |
يتكون نهر الماين من التقاء فرعين مهمين ينحدران من منطقة جبال الألب السويسرية والألمانية في الجنوب. إذ يتشكل الماين قرب مدينة ماينز من لقاء الماين الأبيض، الذي ينبع من جبال فيشتل الألمانية، والماين الأحمر، الذي ينبع من جبال الألب السويسرية. يلتقي النهران عند مولكباخ الصخرية ليكونا الماين، الذي يخترق أرض الفرانكيين ومدينة فرانكفورت ليصب عند روسلهايم في الراين. وتقع ماينز على نهر الراين في «مثلث العنب»، الذي يشكله النهر العظيم مع نهر الماين. وتمتد المنطقة الجبلية غربا وجنوبا إلى بافاريا لتتصل بمنطقة الدانوب (الأزرق) في تشكيلة رائعة من الألوان الطبيعية.
| أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 567x425 وحجمها 38KB. |
وتتمتع المنطقة المحصورة بين النهرين، وأراضي الفرانكيين المجاورة في ولايتي هيسن وبافاريا، بسمعة دولية عالية، بسبب مزارع أعنابها المدرجة على ضفتي النهر. اشتهرت بزراعة الأعناب منذ فترة تسبق ميلاد المسيح (عليه السلام).
.
وماينز هي عاصمة ولاية راينالند ـ بفالز، مدينة الجامعات القديمة، ومدينة سلالة من المطارنة الذين تحولوا إلى أمراء وحكموا منطقة الفرانكيين، دينيا وسياسيا لقرون طويلة. وهي مقر القناة الثانية في التلفزيون الألماني، وإحدى مراكز الكرنفال الممتدة على نهر الراين بينها وبين كولون ودسلدورف. وتقيم ماينز ثالث أكبر احتفال كرنفالي في ألمانيا بعد مدينتي كولون ودسلدورف،
* شيء من التاريخ عام 38 قبل ولادة المسيح (عليه السلام)، ضرب الروم هنا معسكراتهم بهدف السيطرة على الملاحة في نهري الراين والماين وتأمين خط التجارة بين إيطاليا والمانيا. وسرعان ما تحولت ماينز إلى مركز تجاري مهم في المنطقة، وبنى الرومان اسطولا نهريا كبيرا لهم لنقل السلاح عبر شبكة الأنهار الألمانية لتمويل غزواتهم في بلدان شمال أوروبا. وحينما اسس بونيفانوس رئاسة الأسقفية في ماينز عام 742 تحولت المدينة إلى عاصمة ألمانيا المسيحية. أطلق عليها اسم «ماينز الذهبية»، بعد أن تم اختيارها عاصمة لاتحاد امارات الراين ـ ماين. وبدأت سلالة الأمراء المطارنة بحكمها في القرن الثالث عشر، وبنوا فيها أولى الجامعات الألمانية والعديد من الكنائس المتميزة في المنطقة.
أسس المطران ديتر فون ايزنبورغ جامعة ماينز عام 1476، كان الحدث الثقافي الأول في المنطقة في تلك الحقبة. اما الحدث الثقافي الثاني في ماينز فقد كان اكتشاف الطباعة من قبل يوهانيس جينزفلايش، الذي لقب لاحقا بـ(غوتنبيرغ) في القرن الخامس عشر. كما تأثر «اتحاد ماينز» بالثورة الفرنسية، فحول الأمراء المطارنة المدينة إلى مركز للحكم على طريقة الثورة الفرنسية بين نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر. وكتب عظيم الشعر الألماني فولفغانغ فون غوتة عام 1792 في مذكراته شيئا عن تجربته كشاهد عيان على هذه التجربة. وكما هي الحال مع مدن ألمانيا الأخرى، فقد الحقت الحرب العالمية الثانية الخراب في 80% من مباني المدينة التاريخية، لكن إعادة البناء حولتها إلى عاصمة جديدة لولاية راينلاند ـ بفالز منذ عام 1950.
* مركز المدينة القديمة تكتسب المدينة القديمة جمالها بفضل كاتدرائيتي سانت مارتن وسانت شتيفان، اللتين تؤلفان «دوم ماينز» ذا الأبراج الستة. و«الدوم» من أهم معالم البناء الروماني في منطقة الماين، بدأ بناؤه في عصر المطران فيليغز عام 975، ولم ينته بناؤه إلا في عام 1236 بأربعة أبراج. وأضيف البرجان الأخيران في القرن الثامن عشر. ويمكن للمرء هنا مشاهدة أضرحة المطارنة، الذين توفاهم الله، في الفترة بين القرن الثالث عشر والثامن عشر. وتعتبر النافورة القديمة في الجزء الشمالي من ساحة «الدوم»، التي بنيت عام 1526، من أجمل أثار عصر النهضة في ألمانيا. ويجد السائح إلى يمين الساحة متحف غوتنبيرغ الشهير، الذي يحمل اسم المتحف الدولي لفنون الطباعة. ويزور عشرات الآلاف من السياح هذا المتحف سنويا، لمشاهدة آلة الطباعة الأولى التي صنعها غوتنبيرغ وطبع بواسطتها «انجيل فوتنبيرغ» في الفترة بين 1452-1455. ويعتبر هذا الانجيل انجيل الطباعة الحديثة، حيث تحتوي كل صفحة من صفحاته الملونة على 42 سطرا فقط.
يمكن بعد ذلك الانتقال إلى خلف المتحف، حيث يقود جسر صغير إلى منطقة السوق، التي تقع بالقرب من ضفة الراين. ويجد المرء هنا دار البلدية القديمة، ثم البرج الحديد (بني عام 1240)، ثم البرج الخشبي، الذي بني في القرن الرابع عشر، وهما من بقايا سور المدينة القديم، الذي تهدم بفعل الحروب وعوامل الزمن. ويشاهد السائح قرب الجسر أيضا، وعلى الراين، قصر الأمراء المطارنة، الذي بني في القرن السابع عشر والمتحف الجرماني القديم.
وتشجع المنطقة الممتدة بين ساحة الدوم والراين على الجوال في المنطقة، التوسع عبر شارع اوغسطين وحديقة الكرز وصولا إلى كنيسة سيمنار وكنيسة سانت ايغناتس، اللتين بنيتا في القرنين السابع عشر والثامن عشر على التوالي. وتعتبر كنيسة سانت اشتيفان القوطية (القرن 14) مركز جذب السياح في ماينز، بالنظر لتزيينها من قبل الرسام العالمي مارك شاغال برسومات تمثل مشاهد من العهدين القديم والحديث.
ويجد السائح قرب ضفة الراين سفينتين تجاريتين تعودان إلى العصر المتأخر من الامبراطورية الرومانية. وهيكلا السفينتين جزء من محتويات متحف السفن القديمة، الذي يضم أجزاء من الاسطول الروماني العتيق. وفي تسالباخ، جنوب الجامعة وجنوب الدوم، يمكن للسائح التمتع بمشاهدة «الصخور الرومانية»، وهي بقايا نظام سحب الماء من الراين إلى المدينة وبنته القوات الرومانية في القرن الأول بعد ميلاد المسيح (عليه السلام).
منقــــؤؤلـ ..